موقع القرآن الكريم                   القراءات العشر



           يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ زَيْدٍ الحَضْرَمِيُّ , أَبُو مُحَمَّدٍ البَصْرِيُّ

 

( 117- 205 هـ)


 يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله ابن أبي إسحاق أبو محمد الحضرمي مولاهم البصري أحد القرّاء العشرة وإمام أهل البصرة ومقريها، أخذ القراءة عرضاً عن سلام الطويل ومهدي بن ميمون وأبي الأشهب العطاردي وشهاب بن شرنفة ومسلمة بن محارب وعصمة بن عروة الفقيمي ويونس بن عبيد وروى عن سلام حرف أبي عمرو بالإدغام وسمع الحروف من الكسائي ومحمد بن زريق الكوفي عن عاصم وسمع من حمزة حروفاً، وروى ابن المنادي أنه قرأ على أبي عمرو قال أبو عبد الله القصاع: وما ذلك ببعيد لأن أبا عمرو توفي وليعقوب سبع وثلاثون سنة، قال يعقوب: قرأت على سلام في سنة ونصف وقرأت على شهاب بن شرنفة المجاشعي في خمسة أيام وقرأ شهاب على مسلمة بن محارب المحاربي في تسعة أيام وقرأ مسلمة على أبي الأسود الدؤلي على علي رضي الله عنه، قلت: وقراءته على أبي الأشهب عن أبي رجاء عن أبي موسى في غاية العلو، روى القراءة عنه عرضاً زيد بن أخيه احمد وكعب بن إبراهيم وعمر السراج وحميد بن الوزير والمنهال بن شاذان وأبو بشر القطان ومسلم بن سفيان المفسر وروح بن عبد المؤمن ومحمد بن المتوكل ويس ومحمد بن وهب الفزاري والحسن بن مسلم الصرير وكعب بن إبراهيم وعبد الله بن بحر الساجي وأبو حاتم السجستاني وروح بن قرة وأيوب بن المتوكل وأحمد بن محمد الزجاج وأحمد ابن شاذان وعبدان بن يحيى وداود بن أبي سالم والوليد بن حسان وأبو الفتح النحوي وأبو هشام الرفاعي وأبو عمر الدوري ووردان بن إبراهيم الأثرم وأحمد بن عبد الخالق المكفوف وأبو أيوب سليمان بن عبد الله الذهبي ومحمد بن عبد الخالق وفضل بن أحمد الهذلي وعبد الله بن بحر وعامر بن عبد الأعلى الدلال وفهد بن الصقر وروى عن شعبة وهارون ابن موسى وهمام بن يحيى وعبد العزيز بن زياد وزائدة، روى عنه حرف أبي عمرو بن العلاء حمدان بن محمد بن يونس الكديمي، قال أبو حاتم السجستاني هو أعلم من رأيت بالحروف والاختلاف في القرآن وعلله ومذاهبه ومذاهب النحو وأروى الناس لحروف القرآن ولحديث الفقهاء، وقال الداني: وأئتم بيعقوب في اختياره عامة البصريين بعد أبي عمرو فهم أو أكثرهم على مذهبه، قال: وقد سمعت طاهر بن غلبون يقول أمام الجامع بالبصرة: لا يقرأ إلا بقراءة يعقوب، قال ابن أبي حاتم: سئل أحمد بن حنبل عنه فقال: صدوق وسئل عنه أبي فقال: صدوق وقال أبو الحسن بن المنادي في أول كتابه الإيجاز والاقتصار في القراآت الثمان :كان يعقوب أقرأ أهل زمانه وكان لا يحلن في كلامه وكان السجستاني من أحد غلمانه، وقال السعيدي: دعتني نفسي لتأليف كتاب موجز في القراآت متمماً بيعقوب بن إسحاق في القراآت كما تمم بالنبي صلّى الله عليه وسلّم النبوات قلت: وكان يعقوب من أعلم أهل زمانه بالقرآن والنحو وغيره وأبوه وجده، قال الأهوازي: أنشدني فيه أبو عبد الله محمد بن أحمد اللالكائي :

أبوه من القراء كان وجده ... ويعقوب في القراء كالكوكب الدري
تفرده محض الصواب ووجهه ... فمن مثله في وقته وإلى الحشر

أخبرني الحافظ أبو عبد الله بن خليل أذنا عن أبي عمرو المالكي عن إبراهيم بن محمد عن محمد بن سعيد عن أحمد بن محمد عن الحافظ أبي عمرو ثنا الخاقاني ثنا محمد بن محمد بن عبد الله الأصفهاني قال: تفرق أهل البصرة أيام الزنج وأهل المسجد يجردون ليعقوب وأهل القبائل لأيوب، وعلى قراءة يعقوب إلى هذا الوقت أئمة المسجد الجامع بها وكذلك أدركناهم، قلت: ومن أعجب العجب بل من أكبر الخطأ جعل قراءة يعقوب من الشواذ الذي لا تجوز القراءة به ولا الصلاة وهذا شيء لا نعرفه قبل إلا في هذا الزمان ممن لا يعول على قوله ولا يلتفت إلى اختياره وللأئمة المتقدمين في ذلك ما يبين الحق ويهدي السبيل كما ذكرت ذلك في كتاب المنجد، فليعلم أنه لا فرق بني قراءة يعقوب وقراءة غيره من السبعة عند أئمة الدين المحققين وهو الحق الذي لا محيد عنه، قرأت على الإمام محمد بن عبد الرحمن عن محمد بن أحمد المعدل أنا علي بن شجاع أنا أبو الجود أنا ناصر بن الحسن أنا أبو الحسين الخشاب أنا أبو الفتح الجوهري أنا طاهر بن غلبون قال: بلغني أن أبا عثمان المازني قال: رأيت النبي صلّى الله عليه وسلّم فقرأت عليه سورة طه فقرأت﴿مَكَانًا سُوًى" ﴿الآية:٥٨ فقال اقرأ ﴿سُوًى" إقرأ قراءة يعقوب، أخبرني إبراهيم بن أحمد الجذامي بقراءتي عليه عن عمر بن غدير عن أبي اليمن الكندي أنبأنا أبو محمد البغدادي أنبأنا أبو العز الواسطي أنبأنا أبو القاسم الهذلي قال: لم ير في زمن يعقوب مثله كان عالماً بالعربية ووجوهها والقرآن واختلافه فاضلاً تقياً ورعاً زاهداً، بلغ من زهده أنه سرق رداؤه عن كتفه وهو في الصلاة ولم يشعر ورد إليه ولم يشعر لشغله بالصلاة، وبلغ من جاهه بالبصرة أنه كان يحبس ويطلق، أخبرني أبو المعالي المقرئ عن ست الدار الإسكندرية أنبأ إبراهيم بن وثيق عن ابن زرقون عن الخولاني ثنا عثمان بن سعيد إجازة حدثني يونس بن عبد الله الخطيب ثنا محمد بن يحيى ثنا أحمد بن خالد ثنا مروان ابن عبد الملك قال: سمعت أبا حاتم يقول يعقوب بن إسحاق من أهل بيت العلم بالقرآن والعربية وكلام العرب والرواية الكثيرة والحروف والفقه وكان اقرأ القرآء وكان أعلم من أدركنا ورأينا بالحروف والاختلاف في القرآن وتعليله ومذاهب أهل النحو في القرآن وأروى الناس لحروف القرآن وحديث الفقهاء، قال البخاري وغيره: مات في ذي الحجة سنة خمس ومائتين وله ثمان وثمانون سنة ومات أبوه عن ثمان وثمانين سنة وكذلك جده وجد أبيه رحمهم الله تعالى.

- منقول من كتاب -

" غاية النهاية في طبقات القراء "

للإمام شمس الدين أبي الخيرمحمد بن محمد بن محمد علي بن الجزري الدمشقي الشافعي ج 2 ص 336  إلى 338

    راجع أيضا :

1) " في علوم القراءات: مدخل ودراسة وتحقيق " د.السيد رزق الطويل  ص 89- 90

2) "النجوم الزاهرة في تراجم القراء الأربعة عشر ورواتهم وطرقهم " صابر حسن محمد أبو سليمان ص 10

3) "علم القراءات: نشأته -أطواره -أثره في العلوم الشرعية " د. نبيل بن محمد إبراهيم آل اسماعيل ص 277

 

 







أئمة القراء ورواتهم