موقع القرآن الكريم                   القراءات العشر



                     أبُو جَعْفَرٍ، يَزِيدُ بْنُ القَعْقَاعِ المخْزُومِيُّ المَدَنِيُّ

 

 

( 90 ستة 130 هـ)

 

 يزيد بن القعقاع الإمام أبو جعفر المخزومي المدني القارئ: أحد القرّاءة العشرة تابعي مشهور كبير القدر، ويقال اسمه جندب بن فيروز وقيل فيروز، عرض القرآن على مولاه عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة وعبد الله بن عباس وأبي هريرة وروى عنهم، ويقال: إنه قرأ على زيد ابن ثابت قال الذهبي: ولم يصح، قلت: روينا عنه أنه أتى به إلى أم سلمة وهو صغير فمسحت على رأسه ودعت له بالبركة وسلى بابن عمر وأقرأ الناس قبل الحرة والحرة سنة ثلاث وستين، روى القراءة عنه نافع بن أبي نعيم وسليمان بن مسلم بن جماز وعيسى بن وردان وأبو عمرو وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وإسماعيل ويعقوب ابناه وميمونة بنته، قال يحيى بن معين: كان إمام أهل المدينة في القراءة فسمي القارئ بذلك وكان ثقة قليل الحديث، وقال ابن حاتم: سألت أبي عنه فقال: صالح الحديث، وقال يعقوب بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري: كان إمام الناس بالمدينة أبو جعفر، وقال ابن مجاهد: حدثوني عن الأصمعي عن أبي الزناد قال: لم يكن أحد اقرأ للسنة من أبي جعفر وكان يقدم في زمانه على عبد الرحمن ابن هرمز الأعرج، وقال: مالك كان أبو جعفر رجلاً صالحاً يقرئ الناس بالمدينة، وقال الذهبي: فأما قراءة أبي جعفر فدارت على أحمد بن يزيد الحلواني عن قالون عن عيسى بن وردان عن أبي جعفر، وأقرأها الزبير بن محمد العمري عن قراءته على قالون بإسناده وأقرأها سليمان بن داود الهاشمي عن سليمان بن مسلم عن جماز عن أبي جعفر وأقرأ بها الدوري عن إسماعيل بن جعفر عن أبي جعفر أو عن رجل عن أبي جعفر، قلت: وقد أسند الأستاذ أبو عبد الله القصاع قراءة أبي جعفر من رواية نافع عنه في كتابه المغني وروينا قراءته عنه في كتاب الكامل لأبي القاسم الهذلي وكذلك أقرأ بها أبو عبد الرحمن قتيبة بن مهران وقرأ بها على إسماعيل بن جعفر وصحت عندنا من طريقه والعجب ممن يطعن في هذه القراءة أو يجعلها من الشواذ وهي لم يكن بينها وبين غيرها من السبع فرق كما بيناه في كتابنا المنجد وقال سبط الخياط وروى ابن جماز عنه أنه كان يصوم يوماً ويفطر يوماً وهو صوم داود عليه السلام واستمر على ذلك مدة من الزمان فقال له بعض أصحابه في ذلك فقال: إنما فعلت ذلك أروّض به نفسي لعبادة الله تعالى، وقرأت بخط الأستاذ أبي عبد الله القصاع أنه كان يصلي في جوف الليل أربع تسميات يقرأ في كل ركعة بالفاتحة وسورة من طوال المفصل ويدعو عقيبها لنفسه والمسلمين ولكل من قرأ عليه وقرأ بقراءته بعده وقبله، وقال سليمان بن مسلم: شهدت أبا جعفر وقد حضرته الوفاة جاءه أبو حازم الأعرج في مشيخة من جلسائه فأكبوا عليه يصرخون به فلم يجيبهم، فقال شيبه: وكان ختنه على ابنة أبي جعفر ألا أريكم عجباً قالوا بلى فكشف عن صدره فإذا دوارة بيضاء مثل اللبن فقال أبو حازم وأصحابه هذا والله نور القرآن، أخبرنا عمر بن الحسن بقراءتي عن علي بن أحمد عن زيد بن الحسن أنبأ ابن توبة أن ابن هزارمرد أن عمر الكتاني أنا ابن مجاهد حدثني محمد بن منصور المدني ثنا محمد بن إسحاق المسيبي حدثني أبي عن نافع قال: لما غسل أبو جعفر بعد وفاته نظروا ما بين نحره إلى فؤاده مثل ورقة المصحف قال: فما شك أحد ممن حضر أنه نور القرآن، مات أبو جعفر بالمدينة سنة ثلاثين ومائة وقيل: سنة اثنتين وثلاثين وقيل: سنة تسع وعشرين وقيل: سنة سبع وعشرين وقيل: سنة ثمان وعشرين وأبعد الهذلي في كامله حيث قال: سنة عشر، قرأت على أحمد بن محمد بن خضر أخبرك أحمد بن نعمة عن الأنجب بن أبي السعادات أنبأ ابن المقرب أنبأ أبو طاهر بن سوار أنبأ أبو الخطاب البزاز أنبأ أبو الفرج النهرواني أنبأ أبو بكر النقّاش ثنا عبد الله بن سليمان ثنا أبو الربيع ثنا ابن وهب ثنا زيد عن سليمان بن أي سليمان العمري قال: رأيت أبا جعفر على الكعبة يعني في المنام فقلت: أبا جعفر فقال: نعم أقرئ إخواني السلام وأخبرهم أن الله جعلني من الشهداء الأحياء المرزوقين وأقرئ أبا حازم السلام وقل له يقول لك أبو جعفر الكيس الكيس فإن الله وملائكته يتراءون مجلسك بالعشيات، وجدت بخط أبي عبد الله محمد بن إسرائيل القصاع أنه يعني أبا جعفر روى في المنام بعد وفاته على صورة حسنة فقال للذي رآه بشّر أصحابي وكل من قرا قراءتي أن الله قد فغر لهم وأجاب فيهم دعوتي ومرهم أن يصلوا هذه الركعات في جوف الليل كيف استطاعوا.

 

- منقول من كتاب -

"غاية النهاية في طبقات القراء "  

للإمام شمس الدين أبي الخيرمحمد بن محمد بن محمد علي بن الجزري الدمشقي الشافعي ج 2 ص من 333 إلى 334

 

   راجع أيضا :

1)" في علوم القراءات: مدخل ودراسة وتحقيق " د.السيد رزق الطويل- ص من 94 إلى 95

2)"النجزم الزاهرة في تراجم القراء الأربعة عشر ورواتهم وطرقهم"صابر حسن محمد أبو سليمان ص 35-36  

3)"علم القراءات: نشأته -أطواره -أثره في العلوم الشرعية" د. نبيل بن محمد إبراهيم آل اسماعيل ص 181

 







أئمة القراء ورواتهم