موقع القرآن الكريم                   القراءات العشر



          الكِسَائِيُّ، أَبُو الْحَسَنِ عَلِيٌّ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأسَدِيُّ  

 

( 119- 189  هـ)


علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الاسدي مولاهم: وهو من أولاد الفرس من سواد العراق كذا قال أبو بكر بن أبي داود السجستاني أبو الحسن الكسائي الإمام الذي انتهت إليه رئاسة الاقراء بالكوفة بعد حمزة الزيات، أخذ القراءة عرضاً عن حمزة أربع مرات وعليه اعتماده وعن محمد بن أبي ليلة وعيسى بن عمر الهمداني وروى الحروف عن أبي بكر بن عياش واسماعيل ويعقوب ابني جعفر عن نافع ولا يصح قراءته على نافع كما ذكره الهذلي بل ولا رآه وعن عبد الرحمن بن أبي حماد وعن أبي حيوة شريح بن يزيد في قول وقيل بل شريح أخذ عنه وعن المفضل بن محمد الضبي وعن زائدة بن قدامة عن الأعمش ومحمد بن الحسن بن أبي سارة وقتيبة بن مهران، ورحل إلى البصرة فأخذ اللغة عن الخليل، أخذ عنه القراءة عرضاً وسماعاً إبراهيم ابن زاذان وإبراهيم بن الحريش وأحمد بن جبير وأحمد بن أبي سريج وأحمد بن أبي ذهل وأحمد بن منصور البغدادي وأحمد بن واصل واسماعيل بن مدان وحفص بن عمر الدوري وحمدويه بن ميمون وحميد بن ربيع الخزاز وزكريا ابن وردان وسريج بن يونس و سورة بن المبارك وأبو حمدون الطيب بن اسماعيل وعبد الرحمن بن واقد وعبد الرحيم بن حبيب وعبد القدوس بن عبد المجيد وعبد الله بن أحمد بن ذكوان وعبيد الله ابن موسى وعدي بن زياد وعلي بن عاصم وعمر بن حفص المسجدي وعيسى بن سليمان والفضل بن إبراهيم وفورك بن شبويه وأبو عبيد القاسم بن سلام وتقيبة بن مهران والليث بن خالد ومحمد بن سفيان ومحمد بن سنان ومحمد بن واصل والمطلب بن عبد الرحمن والمغيرة بن شعيب وأبو توبة ميمون بن حفص ونصير بن يوسف وأبو اناس هارون بن سورة بن المبارك وهارن بن عيسى وهارون بن يزيد وهاشم بن عبد العزيز البربري ويحيى بن آدم ويحيى بن زياد الخوارزمي فهؤلاء المكثرون عنه وأما المقلون فهم اسحاق بن اسرائيل وحاجب بن الوليد وحجاج بن يوسف بن قتيبة وخلف بن هشام البزاز وزكريا بن يحيى الأنماطي وأبو حيوة شريح بن يزيد وصالح الناقط وعبد الواحد بن ميسرة القرشي وعلي بن خشنام وعمر بن نعيم بن ميسرة وعروة بن محمد الأسدي وعون بن الحكم ومحمد بن زريق ومحمد بن سعدان ومحد بن عبد الله بن يزيد الحضرمي ومحمد بن عمر الرومي ومحمد بن المغيرة ومحمد ابن يزيد الرفاعي ويحيى بن زياد الفراء ويعقوب الدورقي ويعقوب الحضرمي روى عنه الحروف، وقال الحافظ أبو عمرو الداني: إن عبد الله بن ذكوان سمع الحروف من الكسائي حين قدم دمشق وقال: قال النقاش: قال ابن ذكوان: أقمت على الكسائي أربعة أشهر وقرأت عليه القرآن غيرة مرة قال أبو عبد الله الذهبي: لم يتابع النقاش أحد على هذا والنقاش يأتي بالعجائب دائما وأما الحافظ أبن عساكر فلم يذكر شيئا من ذلك ولا ذكر الكسائي في تاريخ دمشق أصلا، قلت: أخبرني الحسن بن هلال بقراءتي عليه أخبركم أبو الحسن علي بن أحمد عن عبد الوهاب بن سكينة وسفيان بن مندة قالا أخبرنا الحسن بن أحمد الحافظ انبا محمد بن الحسين الشيباني أنا محمد بن علي الخياط انبا السوسنجردي انبا عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم إجازة ثنا أبو غانم عمر بن سهل بن الحسين بن علي النحوي حدثنا شاهين عن الدنداني عن نصير قال دخلت على الكسائي في مرضه الذي مات فيه فأنشأ يقول :

  قدر أحلك ذا النخيل وقد أرى ... وأبي ومالك ذو النخيل بدار
  إلا كداركم بذي بقر اللوى ............هيهات داركم من المزوار

قال نصير: فقلت: كلا ويمتع الله الجميع بك قال: أني قلت إني كنت أقريء الناس في مسجد دمشق فأغفيت في المحراب فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم داخلا من باب المسجد فقام إليه رجل فقال: بحرف من نقر؟ فأومأ إلي قلت: فهذا تصريح منه بدخوله دمشق واقرائه بمسجدها ولو اطلع أبو القاسم بن عساكر الحافظ على هذا لذكره فيمن دخل دمشق فإنه ذكر غيره بأخبار واهية ولا يمنع دخول الكسائي دمشق فإنه كان أولا يطوف البلاد كما ذكر غير واحد وإنما أقام ببغداد في آخر وقت وقد ذكر هذه الحكاية أيضا أبو الحسن طاهر بن غلبون في كتابه التذكرة، وروى عنه من الأئمة غير من تقدم الإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وقال: ما رأيت بعيني هاتين أصدق لهجة من الكسائي وقال الشافعي رحمه الله: من أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي وقال الفضل بن شاذان: لما عرض الكسائي على حمزة خرج إلى البدو فشاهد العرب وأقام عندهم حتى صار كواحد منهم ثم دنا إلى الحضر وقد علم اللغة، وقال أبو عبيد في كتاب القراآت :كان الكسائي يتخير القراآت فأخذ من قراءة حمزة ببعض وترك بعضا وكان من أهل القراءة وهي كانت علمه وصناعته ولم يجالس أحدا كان أضبط ولا أقوم بها منه، وقال ابن مجاهد: فاختار من قراءة حمزة وقراءة غيره قراءة متوسطة غير خارجة عن آثار من تقدم من الأئمة وكان إمام الناس في القراءة متوسطة في عصره وكان  يأخذ الناس عنه ألفاظه بقراءته عليهم، وقال أبو بكر الانباري: اجتمعت في الكسائي أمور كان أعلم الناس بالنحو وأوحدهم في الغريب وكان أوحد الناس في القرآن فكانوا يكثرون عليه حتى لا يضبط الأخذ عليهم فيجمعهم ويجلس على كرسي ويتلو القرآن من أوله إلى آخره وهم يسمعون ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادي، أخبرنا شيخنا أبو حفص عمر بن الحسن المزي قراءة عليه عن أبي الفتح يوسف بن يعقوب الشيباني أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي أنا أبو منصور القزاز أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ قال: أخبرني العتيقي وهو أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد العتيقي أنا محمد بن العباس حدثنا جعفر بن محمد الصندلي أنا أبو بكر بن حماد عن خلف قال: كان الكسائي إذا كان شعبان وضع له منبر فقرأ هو على الناس في كل يوم نصف سمع يختم ختمتين في شعبان وكنت أجلس أسفل المنبر فقرأ يوما في سورة الكهف ﴿أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ ﴾ ﴿ الكهف الآية:٣٤ا فنصب أكثر فعلمت أنه قد وقع فيه فلما فرغ أقبل الناس يسألونه عن العلة في أكثر لم نصبه فثرت في وجوههم أنه أراد في فتحه أقل ﴿إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا﴾ ﴿ الكهف الآية:٣٩ فقال الكسائي أكثر فمحوه من كتبهم ثم قال لي: يا خلف يكون أحد من بعدي يسلم من اللحن قال: قلت: لا أما إذ لم يسلم أنت فليس يسلم منه أحد بعدك قرأت القرآن صغيرا وأقرأت الناس كبيرا وطلبت الآثار فيه والنحو، وقال: حدثني أبي عن بعض أصحابه قال: قيل لأبي عمر الدوري: لم صحبتم الكسائي على الدعابة التي كانت فيه قال: لصدق لسانه، وقال خلف بن هشام البزار: عملت وليمة فدعوت الكسائي واليزيدي فقال اليزيدي للكسائي: يا أبا الحسن أمور بلغتنا عنك فننكر بعضها فقال الكسائي: أو مثلك يخاطب بهذا وهل مع العالم من العربية الأفضل بصاقي هذا ثم بصق فسكت اليزيدي، أخبرني أبو حفص عمر بن الحسن وغيره أذنا عن يوسف بن المجاور انبا أبو اليمن الكندي انبا أبو منصور الشيباني انبا أبو بكر الخطيب الحافظ انبا أبو الحسن الحمامي قال سمعت عمر بن محمد الاسكاف سمعت عمي يقول: سمعت ابن الدورقي يقول: اجتمع الكسائي واليزيدي عند الرشيد فحضرت صلاة فقدموا الكسائي يصلي فارتج عليه قراءة ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ ﴿ الكافرون الآية فقال اليزيدي: قراءة ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا ﴿ الأعراف الآية:١٥٨ ترتج على قاريء الكوفة؟ قال: فحضرت صلاة فقدموا اليزيدي فارتج عليه في ﴿الْحَمْدُ﴾ ﴿ الفاتحة الآيةفلما سلم قال:

 احفظ لسانك لا تقول فتبتلي ...... إن البلاء موكل بالمنطق

واختلف في تسميته بالكسائي فالذي رويناه عنه أنه سئل عن ذلك فقال: لأني أحرمت في كساء وقيل:لأنه كان يتشح بكساء ويجلس في حلقة حمزة فيقول: أعرصوا على صاحب الكسائي وقيل: من قرية باكسايا والأول أصحها والآخر أضعفها، وقد ألف من الكتب كتاب معاني القرآن كتاب القراآت كتاب العدد كتاب النوادر الكبير كتاب النوادر الأوسط كتاب النوادر الأصغر كتابا في النحو كتاب العدد واختلافهم فيه كتاب الهجاء كتاب مقطوع القرآن وموصوله كتاب المصادر وكتاب الحروف كتاب الهاآت كتاب أشعار، واختلف في تاريخ موته فالصحيح الذي أرخه غير واحد من العلماء والحفاظ سنة تسع وثمانين ومائة صحبة هارون الرشيد بقرية رنبويه من عمل الري متوجهين إلى خراسان ومات معه بالمكان المذكور محمد ابن الحسن القاضي صاحب أبي حنيفة فقال الرشيد: دفنا الفقه والنحو بالري وقيل: سنة إحدى وثمانين وقيل: سنة اثنتين وثمانين وقيل: سنة ثلاث وثمانين وقيل: سنة خمس وثمانين وقيل: سنة ثلاث وتسعين، قال الحافظ أبو العلاء الهمذاني: وبلغني أن الكسائي عاش سبعين سنة.

 - منقول من كتاب -

" غاية النهاية في طبقات القراء "

للإمام شمس الدين أبي الخيرمحمد بن محمد بن محمد علي بن الجزري الدمشقي الشافعي ج 1 ص من  474 إلى 478

    راجع أيضا :

1)" في علوم القراءات: مدخل ودراسة وتحقيق " د.السيد رزق الطويل ص 94 -95

2)" النجوم الزاهرة في تراجم القراء الأربعة عشر ورواتهم وطرقهم" صابر حسن محمد أبوسليمان ص23-24

3)" علم القراءات: نشأته -أطواره -أثره في العلوم الشرعية " د. نبيل بن محمد إبراهيم آل اسماعيل ص211- 212 

 







أئمة القراء ورواتهم