موقع القرآن الكريم                   القراءات العشر



عَبْدُ اللهِ بْنُ كَثِيرٍ المَكِّيُّ           

 

( 45 - 120 هـ)

 

 

عبدالله بن كثير بن المطلب: كذا رفع نسبه الداني وزعم أنه تبع في ذلك البخاري، والبخاري إنما ذكر عبد الله بن كثير بن المطلب القرشي من بني عبد الدار فنقله إلى القارىء ولم يتجاوز أحد كثيراً سوى الأهوازي فقال عبد الله بن كثير بن عمرو بن عبد الله بن زاذان بن فيروزان ابن هرمز: الإمام أبو معبد المكي الداري إمام أهل مكة في القراءة، اختلف في كنيته والصحيح ما قدمناه وقيل له الداري: لأنه كان عطاراً والعطار تسميته العرب داريا نسبة إلى دارين موضع بالبحرين يجلب منه الطيب وقيل: لأنه كان من بني الدار بن هاني بن حبيب بن نمارة من لخم رهط تميم الداري وقيل: الداري الذي لا يبرح في داره ولا يطلب معاشاً قاله الأصمعي قلت: والصحيح الأول لأنه كان من أبناء فارس الذين بعثهم كسرى في السفن إلى صنعاء فطردوا الحبش عنها، ولد بمكة سنة خمس وأربعين ولقي بها عبد الله ابن الزبير وأبا أيوب الأنصاري وأنس بن مالك ومجاهد بن جبر ودرباس مولى عبد الله بن عباس وروى عنهم، وأخذ القراءة عرضاً عن عبد الله بن السائب فيما قطع به الحافظ أبو عمرو الداني وغيره وضعف الحافظ أبو العلاء الهمذاني هذا القول وقال: إنه ليس بمشهور عندنا قلت وليس ذلك ببعيد فإنه قد أدرك غير واحد من الصحابة وروى عنهم قلت: وقد روى ابن مجاهد من طريق الشافعي رحمه الله النص على قراءته عليه وعرض أيضاً على مجاهد ابن جبر ودرباس مولى عبد الله بن عباس، روى القراءة عنه إسماعيل بن عبد الله القسط وإسماعيل بن مسلم وجرر بن حازم والحارث بن قدامة وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وخالد بن القاسم والخليل بن أحمد وسليمان بن المغيرة وشبل بن عباد وابنه صدقة بن عبد الله وطلحة بن عمرو وعبد الله بن زيد بن يزيد وعبد الملك بن جريج وعلى ابن الحكم وعيسى بن عمر الثقفي والقاسم بن عبد الواحد وقزعة بن سويد وقرة بن خالد ومسلم بن خالد ومطرف بن معقل ومعروف بن مشكان وهارون بن موسى ووهب بن زمعة ويعلي بن حكمي وابن أبي فديك وابن أبي مليكة وسفيان بن عيينة والرحال وأبو عمرو بن العلاء، وقال أبو عمرو الحافظ : إن عبد الله بن إدريس الأودي قرأ عليه القرآن وهذا إنما تبع فيه ابن مجاهد وهو غلط فإن ابن إدريس ولد سنة خمس عشرة ومائة وفي قول: سنة عشرين وهي السنة التي توفي فيها ابن كثير باجماعهم وقد استشكل أبو جعفر بن الباذش ذلك ورد قول من قال: إن ابن كثير توفي سنة عشرين فقال: ولا يصح ذلك عندي لأن عبد الله إدريس الأودي قرأ عليه القرآن ومولد ابن إدريس سنة خمس عشرة فكيف يصح قراءته عليه لولا أن ابن كثير تجاز سنة عشرين ومائة قال: وإنما الذي مات في هذه السنة عبد الله بن كثير القرشي وهو آخر غير القارى، قلت: وهو معذور فيما قال غير أن الصواب في ذلك أن ابن إدريس لم يقرأ على ابن كثير ووفاة ابن كثير القارى ووفاة ابن كثير القرشي سنة عشرين ومائة وريت بخط أبي عبد الله الحافظ لم ير عبد الله بن إدريس عبد الله بن كثير ولا قرأ عليه أبداً، قال: وبعض القراء يغلط ويورد هذه الأبيات لعبد الله بن كثير:

بني كثير كثير الذنوب ....... ففي الحل والبل من كان سبه

قال: وإنما هي لمحمد بن كثير أحد شيوخ الحديث قلت: وممن أوردها لابن كثير القارىء أبو طاهر بن سوار وغيره، وكان فصيحاً بليغاً مفوها أبيض اللحية طويلاً جسيما أسمر أشهل العينين يخضب بالحناء عليه السكينة والوقار، قال الأصمعي: قلت لأبي عمرو: قرأت على ابن كثير قال: نعم ختمت على ابن كثير بعدما ختمت على مجاهد وكان ابن كثير أعلم بالعربية من مجاهد، قال ابن مجاهد: ولم يزل عبد الله هو الإمام المجتمع عليه في القراءة بمكة حتى مات عشرين ومائة، وقال سفيان بن عيينة: حضرت جنازة ابن كثير الداري سنة عشرين ومائة.

 

- منقول من كتاب -

" غاية النهاية في طبقات القراء "

للإمام شمس الدين أبي الخيرمحمد بن محمد بن محمد علي بن الجزري الدمشقي الشافعي ج 1 ص من 396 إلى 397

   راجع أيضا :

1)" في علوم القراءات: مدخل ودراسة وتحقيق " د.السيد رزق الطويل ص  77 إلى 80
3)"علم القراءات: نشأته -أطواره -أثره في العلوم الشرعية" د. نبيل بن محمد إبراهيم آل اسماعيل ص 210

 

 

 







أئمة القراء ورواتهم