موقع القرآن الكريم                   القراءات العشر



                             وَرْشٌ ، عُثْمَان بْنُ سَعِيدٍ المِصْرِيُّ  

 

( 110- 197 هـ)

 

عثمان بن سعيد قيل سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان بن إبراهيم وقيل سعيد بن عدي بن غزوان بن داود بن سابق أبو سعيد وقيل أبو القاسم وقيل أبو عمرو القرشي مولاهم القبطي المصري الملقب بورش: شيخ القراء المحققين وإمام أهل الأداء المرتلين انتهت إليه رئاسة الاقراء بالديار المصرية في زمانه، ولد سنة عشر ومائة بمصر، ورحل إلى نافع ابن أبي نعيم فعرض عليه القرآن عدة ختمات في سنة خمس وخمسين ومائة وذكر الهذلي أنه روى الحروف أيضاً عن عبد الله بن عامر الكزيزي واسماعيل القسط وعباس بن الوليد عن ابن عامر وحفص عن عاصم وعبد الوارث عن أبي عمرو وحمزة بن القاسم الأحول عن حمزة وفي صحة هذا كله نظر ولا يصح، وله اختيار خالف فيه نافعاً رويناه عنه من طريقه باسناد جيد وكان أشقر أزرق أبيض اللون قصيراً ذا كدنة هو إلى السمن أقرب منه إلى النحافة، فقيل: إن نافعاً لقبه بالورشان لأنه كان على قصره يلبس ثياباً قصاراً وكان إذا مشى بدت رجلاه مع اختلاف ألوانه فكان نافع يقول: هات يا ورشان واقرأ ياورشان وأين الورشان ثم خفف فقيل ورش والورشان طائر معروف، وقيل: إن الورش شيء يصنع من اللبن لقب به لبياضه ولزمه ذلك حتى صار لا يعرف إلا به ولم يكن فيما قبل أحب إليه منه فيقول: أستاذي سماني به، وكان في أول أمره رآسا فلذلك يقال له: الرواس ثم اشتغل بالقرآن والعربية فمهر فيهما، عرض عليه القرآن أحمد ابن صالح وداود بن أبي طيبة وأبو الربيع سليمان بن داود المهري يعرف بابن أخي الرشديني وعامر بن سعيد أبو الاشعث الجرشي وعبد الصمد بن عبد الرحمن بن القاسم ومحمد بن عبد الله بن يزيد المكي ويونس بن عبد الاعلى وأبو يعقوب الازرق وأبو مسعود الأسود اللون وعمرو بن بشار فيما ذكره الحافظ أبو العلاء، وكان ثقة حجة في القراءة وروينا عن يونس بن عبد الاعلى قال: ثنا ورش وكان جيد القراءة حسن الصوت إذا قرأ يهمز ويمد ويشدد ويبين الاعراب لا يمله سامعه ثم سرد الحكاية المعروفة في قدومه على نافع وفيها فكانوا يهبون لي أسباقهم حتى كنت أقرأ عليه كل يوم سبعاً وختمت في سبعة أيام فلم أزل كذلك حتى ختمت عليه أربع ختمات في شهر وخرجت، وقال: النحاس قال لي أبو يعقوب الأزرق: إن ورشاً لما تعمق في النحو وأحكمه اتخذ لنفسه مقراً يسمى مقرأ ورش قلت: يعني مما قرأ به على نافع، توفي ورش بمصر سنة سبع وتسعين ومائة عن سبع وثمانين سنة ولما كنت بمصر في بعض رحلاتي أخبرني أصحابنا بقبره وذهبوا بي إلى القرافة الصغرى فزرته والله تعالى أعلم بحقيقة الحال.

 

- منقول من كتاب -

" غاية النهاية في طبقات القراء "

للإمام شمس الدين أبي الخيرمحمد بن محمد بن محمد علي بن الجزري الدمشقي الشافعي ج 1 ص من 446 إلى 447

    راجع أيضا :

1) " في علوم القراءات: مدخل ودراسة وتحقيق " د.السيد رزق الطويل  ص 89-90 

2 ) "النجوم الزاهرة في تراجم القراء الأربعة عشر ورواتهم وطرقهم" صابر حسن محمد أبو سليمان ص 10

3 ) "علم القراءات: نشأته -أطواره -أثره في العلوم الشرعية " د. نبيل بن محمد إبراهيم آل اسماعيل ص 277

 

 







أئمة القراء ورواتهم