موقع القرآن الكريم                   القراءات العشر



                            أَبُو عَمْرٍو، زَبانٌ بْنُ العَلاءِ المازِنِيُّ , البَصْرِيُّ

 

( 68 -  154 هـ)

 

 

زبان بن العلاء بن عمار بن العريان بن عبد الله بن الحسين ابن الحارث بن جلهمة بن حجر بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم ابن مر بن أد بن طباخة بن الياس بن مضر بن معد بن عدنان الإمام السيد بن عمرو التميم المازني البصري أحد القراء السبعة، قال الحافظ أبو العلاء الهمذاني: هذا الصحيح الذي عليه الحذاق من النساب وقد قيل: إنه من بني العنبر وقيل: من بن حنيفة وحكى القاضي أسد اليزيدي أنه قيل: إنه من فارس من موضع يقال له: كازرون قلت :هي بلدة معروفة من فارس وقد اختلف في اسمه على أكثر من عشرين قولا لا ريب أن بعضها تصحيف من بعض أو أكثر الناس من الحفاظ وغيرهم على أنه زبان كما ذكرنا وقال الذهبي: والذي لا أشك فيه أنه زبان بالزاي وقد أغرب ابن الباذش في حكايته ربان بالراء والموحدة وأعرب من ذلك ما حكاه أبو العلاء عن بعضهم ريان بالراء وأخر الحروف قال: وهو تصحيف، ولد سنة ثمان وستين وقيل: سنة سبعين وقيل:سنة خمس وستين وقيل:سنة خمس وخمسين، وتوجه مع أبيه لما هرب من الحجاج فقرأ بمكة والمدينة وقرأ أيضاً بالكوفة والبصرة على جماعة كثيرة فليس في القراء السبعة أكثر شيوخاً منه سمع أنس بن مالك وغيره وقرأ على الحسن بن أبي الحسن البصري وحميد بن قيس الأعرج وأبي العالية رفيع ابن مهران الرياحي على الصحيح وسعيد بن جبير وشيبة ابن نصاح وعاصم بن أبي النجود وعبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي وعبد الله بن كثير المكي وعطاء بن أبي رباح وعكرمة بن خالد المخزومي وعكرمة مولى ابن عباس ومجاهد بن جبر ومحمد بن عبد الرحمن بن محيصن ونصر بن عاصم والوليد بن يسار ويقال: بشار الخزاعي وأبي جعفر يزيد ابن القعقاع المدني ويزيد بن رومان ويحيى بن يعمر، روى القراءة عنه عرضاً وسماعاً أحمد بن محمد بن عبد الله الليثي المعروف بختن ليث وأحمد بن موسى اللؤلؤي وإسحاق بن يوسف بن يعقوب الأنباري المعروف بالأزرق وحسين بن علي الجعفي وخارجة بن مصعب وخال بن جبلة اليشكري وداود بن يزيد الأودي وأبو زيد سعيد بن أوس وسلام بن سليمان الطويل وسهل بن يوسف وشجاع بن أبي نصر البلخي والعباس بن الفضل وعبد الرحيم بن موسى وعبد الله بن داود الخريبي وعبد الله بن المبارك وعبد الملك بن قريب الأصمعي وعبد الوارث بن سعيد وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف وعبد الله بن معاذ وعبيد بن عقيل وعدي بن الفضل بن عامر الأزدي وعلي بن نصر الجهضمي وعصمة بن عروة الفقيمي وعيسى بن عمر الهمداني ومحبوب بن الحسن ومحمد بن الحسن أبو جعفر الرواسي فيما ذكر الأهوازي في مفردته ومسعود بن صالح ومعاذ بن مسلم النحوي ومعاذ بن معاذ ونعيم بن ميسرة ونعيم بن يحيى السعيدي وهارون بن موسى الأعور ويحيى بن المبارك اليزيدي ويعلى بن عبيد ويونس بن حبيب وروى عنه الحروف محمد بن الحسن ابن أبي سارة وسيبويه، وكان أعلم الناسب بالقرآن والعربية مع الصدق والثقة والزهد قال الأصمعي: قال لي أبو عمرو: لو تهيأ لي أن أفرغ ما في صدري في صدرك لفعلت لقد حفظت في علم القرآن أشياء لو كتبت ما قدر الأعمش على حملها ولولا أن ليس لي أن أقرأ إلا بما قرىء لقرأت كذا وكذا كذا وكذا وذكر حروفا، وقال أبو عبيدة :كانت دفاتر أبي عمرو ملء بيت إلى السقف ثم تنسك فاحرقها وتفرد للعبادة وجعل على نفسه أن يختم في كل ثلاث وقال أيضا: حدثنا أبو عمر قال:أخافنا الحجاج فهرب أبي نحو اليمن وهربت معه فبينا نحن نسير إذا إعرابي ينشد على بعير له :

لا تضيقن بالأمور فقد تف ......  رج غماؤها بغير احتيال
رب ما تكره النفوس من الأم ... ر لها فرجة كفرج العقال

قال أبي: ما الخبر فقال:مات الحجاج فكنت بقوله فرجة أسر مني بقوله مات الحجاج والفرج من الهم وبالضم من الحائط، وقال الأصمعي: سمعت أبا عمرو يقول: ما رأيت أحداً قبلي أعلم مني وقال الأصمعي: أنا لم أر بعد أبي عمرو أعلم منه وكان إذا دخل شهر رمضان لم يتم فيه بيت شعر وسمعته يقول: أشهد أن الله يضل ويهدي ولله مع هذه الحجة على عبادة، أخبرنا الحسن بن أحمد بن هلال عن الشيخ أبي الحسن علي بن أحمد المقدسي أنبانا عبد الوهاب ابن شكينة في آخرين أخبرنا الحسن بن أحمد الحافظ أنبا أحمد بن علي المقري أنا عمر بن إبراهيم الزهري حدثنا عبد الله بن الحسن النحاس حدثني أحمد بن الحسن دُبيس حدثني صالح الرازي وأبو صالح الطاطري قالا حدثنا محمد بن عمر القصبي حدثنا عبد الوارث قال: حججت سنة من السنين مع أبي عمرو بن العلاء وكان رفيقي فمررنا ببعض المنازل فقال: قم بنا فمشيت معه فأقعدني عند ميل وقال لي: لا تبرح حتى أجيك وكان منزل قفر لا ماء فيه فاحتبس عليّ ساعة فاغتممت قفمت أقفيه الأثر فإذا هو في مكان لا ماء فيه فإذا عين وهو يتوضأ للصلاة فنظر إليّ فقال: يا عبد الوارث أكتم علي ولا تحدث بما رأيت أحداً فقلت: نعم يا سيد القراء قال عبد الوارث: فو الله ما حدثت به أحداً حتى مات، وروينا عن الأخفش قال: مر الحسن بأبي عمرو وحلقته متوافرة والناس عكوف فقال: من هذا؟ فقالوا: أبو عمرو فقال: لا إله إلا الله كادت العلماء أن تكون أرباباً كل عز لم يؤكد بعلم فإلى ذل يؤول، وروينا عن سفيان بن عيينة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت: يا رسول الله قد أختلفت على القراآت فبقراءة من تأمرني أن أقرأ فقال: اقرأ بقراءة أبي عمرو بن العلاء، وعن أبي عبيد القاسم بن سلام قال: حدثني شجاع بن أبي نصر وكان صدوقاً قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فعرضت عليه أشياء من قراءة أبي عمرو فما رد علي إلا حرفين أحدهما﴿وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا﴾ ﴿البقرة الآية:١٢٨ والآخر﴿مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا﴾ ﴿البقرة الآية:١٠٦، قال ابن مجاهد: وحدثونا عن وهب ابن جرير قال: قال لي شعبة: تمسك بقراءة أبي عمرو فإنها ستصير للناس أسناداً وقال أيضاً: حدثني محمد بن عيسى بن حيان حدثنا نصر بن علي قال: قال لي أبي: قال شعبة: أنظر ما يقرأ أبو عمر مما يختار لنفسه فإنه سيصير للناس اسناداً قال: نصر قلت لأبي: كيف تقرأ؟ قال: على قراءة أبي عمرو وقلت للأصمعي: كيف تقرأ؟ قال: على قراءة أبي عمرو، قلت: وقد صح ما قاله شعبة رحمه الله فالقراءة التي عليها الناس اليوم بالشام والحجاز واليمن ومصر هي قراءة أبي عمرو فلا تكاد تجد أحداً يلقن القرآن إلى على حرفه خاصة في الفرش وقد يخطئون في الأصول ولقد كانت الشام تقرأ بحرف ابن عامر إلى حدود الخمسمائة فتركوا ذلك لأن شخصاً قدم من أهل العراق وكان يلقن الناس بالجامع الأموي على قراءة أبي عمرو فاجتمع عليه خلق واشتهرت هذه القراءة عنه أقام سنين كذا بلغني وإلا فما أعلم السبب في أعراض أهل الشام عن قراءة ابن عامر وأخذهم بقراءة أبي عمرو وأنا أعد ذلك من كرامات شعبة، قال عبد الوارث: ولد أبو عمرو بمكة ونشأ بالبصرة ومات بالكوفة قلت: قال غير واحد: مات سنة أربع وخمسين ومائة وقيل: سنة خمس وخمسين وقيل: سنة سبع وخمسين وقيل: سنة ثمان وأربعين ومائة، قال أبو عمرو الأسدي: لما أتى نعي أبي عمر أتيت أولاده فعزيتهم عنه فأني لعندهم إذ أقبل يونس بن حبيب فقال: نعزيكم وأنفسنا بمن لا نرى شبها له آخر الزمان والله لو قسم علم أبي عمرو وزهده على مائة إنسان لكانوا كلهم علماء زهاداً والله لو رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم لسره ما هو عليه.

- منقول من كتاب -

" غاية النهاية في طبقات القراء "

للإمام شمس الدين أبي الخيرمحمد بن محمد بن محمد علي بن الجزري الدمشقي الشافعي ج 1 ص من 262 إلى265

    راجع أيضا :

1)" في علوم القراءات: مدخل ودراسة وتحقيق "د.السيد رزق الطويل ص من 83 إلى 85

2)" النجوم الزاهرة في تراجم القراء الأربعة عشر ورواتهم وطرقهم " صابر حسن محمد أبوسليمان ص13-14

3)" علم القراءات: نشأته -أطواره -أثره في العلوم الشرعية  " د. نبيل بن محمد إبراهيم آل اسماعيل ص209

 







أئمة القراء ورواتهم