موقع القرآن الكريم                   القراءات العشر



                                      عَبْدُ اللهِ بن عامر اليحصبي   

 

( 8 - 118 هـ)
 

عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة بن عامر بن عبد الله بن عمران اليحصبي بضم الصاد وكسرها نسبة إلى يحصب بن دهمان بن عامر بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر وهو هود عليه السلام وقيل يحصب بن مالك بن أصبح بن أبرهة بن الصباح: وفي يحصب الكسر والضم فإذا ثبت الكسر فيه جاز الفتح في النسبة فعلى هذا يجوز في الحصبي الحركات الثلاث وقد اختلف في كنيته كثيراً والأشهر أنه أبو عمران إمام أهل الشام في القراءة والذي انتهت إليه مشيخة الإقراء بها، قال الحافظ أبو عمرو: أخذ القراءة عرضاً عن أبي الدرداء وعن المغيرة بن أبي شهاب صاحب عثمان بن عفان وقيل: عرض على عثمان نفسه، قلت: وقد ورد في إسناده تسعة أقوال أصحها أنه قرأ على المغيرة الثاني أنه قرأ على أبي الدرداء وهو غير بعيد فقد أثبته الحافظ أبو عمرو الداني الثالث أنه قرأ على فضالة بن عبيد وهو جيد الرابعة سمع قراءة عثمان وهو محتمل الخامس أنه قرأ عليه بعض القرآن ويمكن السادس أنه قرأ على واثلة بن الاسقع ولا يمتنع السابع أنه قرأ على عثمان جميع القرآن على معاذ وهو واه وأما من قال أنه لا يدري على من قرأ فإن ذلك قول ساقط أقل من أن ينتدب للرد عليه، وقد استبعد أبو عبد الله الحافظ قراءته على أبي الدرداء ولا أعلم لاستبعاده وجها ولا سيما وقد قطع به غير واحد من الأئمة واعتمده دون غيره الحافظ أبو عمرو الداني وناهيل به، وأما طعن ابن جرير فيه فهو مما عد من سقطات ابن جرير حتى قال السخاوي قال لي شيخنا أبو القاسم الشاطبي: إياك وطعن الطبري على ابن عامر وأما قول أبي طاهر بن أبي هاشم في ذلك فلا يلتفت إليه وما نقل عن ابن مجاهد في ذلك فغير صحيح بل قول ابن مجاهد وعمل قراءته أهل الشام والجزيرة أعظم دليل على قوتها وكيف يسوغ أن يتصور قراءة الأصل لها وبجمع الناس وأهل العلم من الصدر الأول وإلى آخر وقت على قبولها وتلاوتها والصلاة بها وتلقينها مع شدة مؤاخذتهم في السير، ولا زال أهل الشام قاطبة على قراءة ابن عامر تلاوة وصلاة وتلقينا إلى قريب الخمسمائة وأول من لقن لأبي عمرو فيما قيل ابن طاوس هذا، وقد كان في زمن عمر بن عبد العزيز الذي ما تسامح له في ضربه على عدم رفع يديه في الصلاة، وقال أبو علي الأهوازي :كان عبد الله بن عامر إماما عالماً ثقة فيما أتاه حافظاً لما رواه متقنا لما وعاه عارفاً فهما قيما فيما جاء به صادقاً فيما نقله من أفاضل المسلمين وخيار التابعين وأجله الراوين لا يتهم في دينه ولا يشك في يقينه ولا يرتاب في أمانته ولا يطعن عليه في روايته صحيح نقله فصيح قوله عاليا في قدره مصيباً في أمره مشهوراً في علمه مرجوعاً إلى فهمه ولم يتعد فيما ذهب إليه الأثر ولم يقل قولا يخالف فيه الخبر، ولي القضاء بدمشق بعد بلال بن أبي الدرداء قلت إنما تولي القضاء بعد أبي إدريس الخولاني وكان إمام الجامع بدمشق وهو الذي كان ناظراً على عمارته حتى فرغ قال يحيى بن الحارث وكان رئيس الجامع لا يرى فيه بدعة إلا غيرها، قال أيوب عن يحيى بن الحارث: ولد ابن عامر سنة إحدوعشرين وقال خالد بن يزيد: سمعت عبد الله بن عامر اليحصبي يقول: ولدت سنة ثمان من الهجرة في البلقا بضيعة يقال لها رحاب وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولي سنتان وذلك قبل فتح دمشق وانقطعت إلى دمشق بعد فتحها ولي تسع سنين قلت:وهذا أصح من الذي قبله لثبوته عنه نفسه، وقد ثبت سماعه من جماعة من الصحابة منهم معاوية بن أبي سفيان والنعمان بن بشير وواثلة بن الاسقع وفضالة بن عبيد، روى القراءة عنه عرضا على يحيى بن عامر وربيعة بن يزيد وجعفر بن ربيعة وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر وسعيد بن عبد العزيز وخلاد بن يزيد بن صبيح المري ويزيد بن أبي مالك، توفي بدمشق يوم عاشوراء سنة ثمان عشرة ومائة.

  - منقول من كتاب -

" غاية النهاية في طبقات القراء "

للإمام شمس الدين أبي الخيرمحمد بن محمد بن محمد علي بن الجزري الدمشقي الشافعي ج 1 ص من  380 إلى 381

    راجع أيضا :

1)" في علوم القراءات: مدخل ودراسة وتحقيق " د.السيد رزق الطويل ص 75-76

2)"النجوم الزاهرة في تراجم القراء الأربعة عشر ورواتهم وطرقهم" صابر حسن محمد أبوسليمان ص15-16

3)" علم القراءات: نشأته -أطواره -أثره في العلوم الشرعية " د. نبيل بن محمد إبراهيم آل اسماعيل ص241

   







أئمة القراء ورواتهم