موقع القرآن الكريم                   القراءات العشر



        تعريف القراءات وتمييزها عن الروايات والطرق

 


  تعريف القراءات : (1)

القراءات: جمع قراءة، وهي مصدر قرأ، وهي الجمع والضم، يقال: ما قرأت الناقة جنينا: أي لم تضم رحمها على ولد، قال أبو عبيدة: سمي القرآن؛ لأنه يجمع السور، فيضمها، وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴿القيامة الآية: ١٨ أي جمعه وقراءته.

والقارئ لكل مکتوب من شأنه أن يضم أصوات الحروف في ذهنه لتتكون الكلمات التي ينطق بها.

 وفي اصطلاح القراء: القراءات وجوه مختلفة في الأداء من النواحي الصوتية، أو التصريفية، أو النحوية. واختلاف القراءات على هذا النحو، اختلاف تنوع وتغاير لا اختلاف تضاد وتناقص. لأن التناقص والتضارب يتنزه عنهما الكتاب العزيز، وقد قال تعالى:﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿النساء الآية: ٨٢ ولأن التناقض في القول دليل بطلانه، وقد قال رب العالمين: ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴿فصلت الآية: ٤٢ والتناقص لا يجتمع مع الإبانة والوضوح وقد وصف الله كتابه فقال: ﴿ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴿الشعراء الآية: ١٩٥.(2)

  القراءة والرواية والطريق :

يقال: قراءة فلان، إذا نسبت لأحد القراء السبعة أوالعشرة، أوغيرهم ممن تتوافر لقراءتهم شروط القبول التي ذكرناها كأن يقال: قراءة نافع، أو قراءة ابن كثير، أو قراءة حمزة وهكذا، أوممن لا تتوافر فيهم الشروط كأصحاب القراءات الشواذ.

وأما الرواية: فهي التي تنسب لأحد الرواة عن القارئ: كأن يقال رواية حفص عن عاصم أو رواية قالون عن نافع، أو رواية البزي عن ابن کثیر. وقد يكون الإنسان راوية لقارئ، وقد يكون هو صاحب قراءة عرف بها وتنسب إليه وله رواته أيضا مثل خلف العاشر هو أحد رواة حمزة، وفي الوقت نفسه هو أحد القراء العشرة ومن رواته: إسحاق بن ابراهيم المروزي، وأبو الحسن إدريس بن عبد الكريم البغدادي.

ولا تلزم في الرواية المعاصرة للقارىء والطريق .

والطريق: يطلق على ما ينسب للأخذ عن الراوي ولو سفل.  

  توقيفية القراءات : (3)

من سنة الله -عز وجل -أنه لم يرسل رسولا إلا بلسان قومه؛ قال تعالى:

﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ﴿إبراهيم الآية:٤ وأن العرب الذين أنزل إليهم القرآن الكريم، كانوا مختلفي اللهجات، متعددى اللغات، متنوعی الألسن. وقد كان بين القبائل العربية اختلاف في نبرات الأصوات وطريقة الأداء: فكان فيهم من يدغم، ومن يظهر، ومن يخفى، ومن يبين، ومن يميل، ومن يفتح، ومن يفخم، ومن يرقق، ومن يمد، ومن يقصر ... إلى آخر کیفیات النطق المختلفة، فتلقاء هذه الفروق التي يصعب على الناس التخلص منها، ولأن الدين الذي نزل به القرآن يسر دائما -أمر الله نبيه أن يقرئ كل قبيلة بلهجتها وما جرت عليه عادتها، فعلى سبيل المثال:

  يقرأ الأسدي: (يعلمون)، و (علم)، و (تسود وجوه)، و (ألم إعهد إليكم) بكسر حرف المضارعة.

والتميمي يهمز، والقرشي لا يهمز. ويقرأ أحدهم: (عليهم)، و (فيهم) بضم الهاء، لا بكسرها.

وهذا يقرأ: (قد أفلح)، و (قل أوحى) بالنقل.

وآخر يقرأ: (موسی)، و (عیسی)، و (دنيا) بالإمالة.

وغيره يلطف.

وهذا يقرأ: (خبيرا)، و (بصيرا) بترقيق الراء.

والآخر يقرأ: (الصلاة)، و (الطلاق) بالتفخيم إلى  غير ذلك.

هذا إلى ما هو معروف من الاختلاف الطبيعي بين القبائل، في شهرة بعض الألفاظ، في بعض المدلولات، وإلى ما هو معروف أيضا عند علماء القراءات: من أن القرآن نفسه اختلفت بعض ألفاظه، في الحروف أو كيفيتها، من حيث الغيبة والخطاب، والتذكير والتأنيث، والجمع والإفراد، والتخفيف والتشديد، والتحقيق والتسهيل ... وغير ذلك، مما هو مقرر، ومحدد، منذ عهد النبوة.

 - مثال توضيحي لتعدد القراءات -

 (سورة الفاتحة نموذجا )

****

بالفيديـو                                 بالكتـابة

************

 

   المصـــدر :

   1 )" في علوم القراءات: مدخل ودراسة وتحقيق " د.السيد رزق الطويل- ص من  27  إلى 30

   2 ) جاء في كتاب:"شرح كتاب التيسير للداني في القراءات المسمى الدر النثير والعذب النمير" للشيخ عبد الواحد بن محمد بن أبي السداد الباهلي الأندلسي أبي محمد المالكي الشهير بالمالقي ص  7 و 8 ما يلي :

"ثم إن هذه القراءات جميعها بمنزلة سواء في الأسلوب والغاية، فهي كلها معجزة، وتلك حقيقة لا نستغربها، ما دامت كل قراءة قد أنزلت من عند الله، أو أذن بها الله، وما دام القراء - في اختلافهم -مجرد ناقلين، وليسوا كالفقهاء: يختلفون؛ لأنهم يجتهدون.

 وبين القراءات القرآنية اختلافات توقيفية يسيرة، محصورة كلها، ومضبوطة، ومعلومة، ولا زيادة فيها ولا نقص، ولا تقديم ولا تأخير، وهي كلها لا تجهد عامة الناس في الفهم والتدبر، فضلا عن أن تجهد الدارس المدقق أو القارئ المتخصص. والقراءات الثابتة منزلة كلها من عند الله، أو مأذون في قراءتها من الله، فقد تواترت تواترا مقطوا به، وشاملا للأصول والفروع، عن نفس الرسول الذي أوتي القرآن، وكلف إبلاغه للعالمين صلوات الله وسلامه عليه-وقد قرأ بها المسلمون، منذ كان الوحي، ويستحيل عقلا أن يكونوا قد أمضوا القرون وهم يقرءون غير ما أنزل الله سبحانه".

   3 ) المرجع السابق ص 4 و 5

      شاهد أيضا:

مقطع فيديو بعنوان : "مقدمة في علم القراءات للدكتور أيمن رشدي سويّد"

                          







أئمة القراء ورواتهم