تعريف القراءات :
القراءات
: جمع قراءة، وهي مصدر قرأ، وهي الجمع والضم، يقال: ما قرأت الناقة جنينا: أي لم تضم رحمها على ولد، قال أبو عبيدة: سمي القرآن؛ لأنه يجمع السور، فيضمها، وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴾ ﴿القيامة الآية: ١٨﴾ أي جمعه وقراءته.
والقارئ
لكل مکتوب من شأنه أن يضم أصوات الحروف في ذهنه لتتكون
الكلمات التي ينطق بها.
القراءة
والرواية والطريق :
يقال: قراءة فلان، إذا نسبت لأحد القراء السبعة أوالعشرة، أوغيرهم ممن تتوافر لقراءتهم شروط القبول التي ذكرناها كأن يقال: قراءة نافع، أو قراءة ابن كثير، أو قراءة حمزة وهكذا، أوممن لا تتوافر فيهم الشروط كأصحاب القراءات الشواذ.
ولا تلزم في الرواية المعاصرة للقارىء والطريق
.
والطريق: يطلق على ما ينسب للأخذ عن الراوي ولو سفل
.
توقيفية
القراءات :
من سنة الله -عز وجل -أنه لم يرسل رسولا إلا بلسان قومه؛ قال تعالى:
﴿وَ
مَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ﴾ ﴿إبراهيم الآية:٤﴾ وأن العرب الذين أنزل إليهم القرآن الكريم، كانوا مختلفي اللهجات، متعددى اللغات، متنوعی الألسن. وقد كان بين القبائل العربية اختلاف في نبرات الأصوات وطريقة الأداء: فكان فيهم من يدغم، ومن يظهر، ومن يخفى، ومن يبين، ومن يميل، ومن يفتح، ومن يفخم، ومن يرقق، ومن يمد، ومن يقصر ... إلى آخر کیفیات النطق المختلفة، فتلقاء هذه الفروق التي يصعب على الناس التخلص منها، ولأن الدين الذي نزل به القرآن يسر دائما -أمر الله نبيه أن يقرئ كل قبيلة بلهجتها وما جرت عليه عادتها، فعلى سبيل المثال:
يقرأ الأسدي: (يعلمون)، و (علم)، و (تسود وجوه)، و (ألم إعهد إليكم)
بكسر حرف المضارعة.
والتميمي يهمز، والقرشي لا يهمز. ويقرأ أحدهم: (عليهم)، و (فيهم) بضم الهاء، لا بكسرها.
وهذا يقرأ: (قد أفلح)، و (قل أوحى) بالنقل.
وآخر يقرأ: (موسی)، و (عیسی)، و (دنيا) بالإمالة.
وغيره يلطف.
وهذا يقرأ: (خبيرا)، و (بصيرا) بترقيق الراء.
والآخر يقرأ: (الصلاة)، و (الطلاق) بالتفخيم إلى غير ذلك.
هذا إلى ما هو معروف من الاختلاف الطبيعي بين القبائل، في شهرة بعض الألفاظ، في بعض المدلولات، وإلى ما هو معروف أيضا عند علماء القراءات: من أن القرآن نفسه اختلفت بعض ألفاظه، في الحروف أو كيفيتها، من حيث الغيبة والخطاب، والتذكير والتأنيث، والجمع والإفراد، والتخفيف والتشديد، والتحقيق والتسهيل ... وغير ذلك، مما هو مقرر، ومحدد، منذ عهد النبوة.
- مثال توضيحي لتعدد القراءات -
(سورة الفاتحة نموذجا )
****
"ثم إن هذه القراءات جميعها بمنزلة سواء في الأسلوب والغاية، فهي كلها معجزة، وتلك حقيقة لا نستغربها، ما دامت كل قراءة قد أنزلت من عند الله، أو أذن بها الله، وما دام القراء - في اختلافهم -مجرد ناقلين، وليسوا كالفقهاء: يختلفون؛ لأنهم يجتهدون.
وبين القراءات القرآنية اختلافات توقيفية يسيرة، محصورة كلها، ومضبوطة، ومعلومة، ولا زيادة فيها ولا نقص، ولا تقديم ولا تأخير، وهي كلها لا تجهد عامة الناس في الفهم والتدبر، فضلا عن أن تجهد الدارس المدقق أو القارئ المتخصص. والقراءات الثابتة منزلة كلها من عند الله، أو مأذون في قراءتها من الله، فقد تواترت تواترا مقطوا به، وشاملا للأصول والفروع، عن نفس الرسول الذي أوتي القرآن، وكلف إبلاغه للعالمين صلوات الله وسلامه عليه-وقد قرأ بها المسلمون، منذ كان الوحي، ويستحيل عقلا أن يكونوا قد أمضوا القرون وهم يقرءون غير ما أنزل الله سبحانه".
شاهد أيضا: