موقع القرآن الكريم                   القراءات العشر



مواطن الاختلاف بين القراءات(1)

 


 

اختلاف القراءات هو اختلاف تنوع وتغاير، ينحصر في وجوه ثلاث:

 أولها: اختلاف اللفظ والمعنى واحد.

مثالها: كلمة (الصراط) تقرأ بالصاد والسين (قرأ بالسين قنبل عن ابن كثير)، والإشهام، وكلمة (عليهم) (قرأ بضم الهاء حمزة ووافقه يعقوب) بكسر الهاء وضمها.

 ثانيها: اختلاف اللفظ والمعنى مع جواز اجتماعهما في شيء واحد.

مثالها: (مالك - ملك) في الفاتحة (قرأ (ملك) بغير ألف جماعة من الصحابة وغيرهم، منهم أبو الدرداء، وابن عباس، وابن عمر، ومروان بن الحكم ومجاهد). فبرغم أن الملك يزيد عن المالك معنى السلطة إلا أن المراد بهما واحد وهو الله تعالى. ومثل قوله تعالى في سورة البقرة: ﴿ كَيْفَ نُنْشِزُهَانُنْشِرهَا بالراء والزاي (قرأها الكوفيون وابن عامر بالزاي، وقرأها الباقون بالراء)؛ لأن المراد بهما العظام؛ لأن الله تعالى أنشرها أي أحياها، وأنشزها = أي رفع بعضها إلى بعض حتى التأمت، فيجتمع المعنيان في القراءتين أخيرا في معنى واحد.

ثالثها: اختلافهما في اللفظ والمعنى، وامتناع اجتماعهما في شيء واحد جوازا، بل يتفقان من وجه آخر يساير المعنى العام وينتفي معه التضاد.

من ذلك قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ﴿القيامة الآيتان: ١٤  بالبناء للمعلوم ثم المجهول، وقرئ بعكس هذه القراءة المشهورة ﴿ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ بالبناء للمجهول، ثم المعلوم في قراءة شاذة. والوجه الذي تتفق فيه القراءتان هو أن الضمير في القراءة المشهورة يعود على الله، وفي القراءة الأخرى يعود على الولي: والمعنى العام للآية ينسجم مع القراءتين جميعا.

 

 المصـــدر :

   1 )" في علوم القراءات: مدخل ودراسة وتحقيق " د.االسيد رزق الطويل- ص من 28  إلى 29

 

 







أئمة القراء ورواتهم