موقع القرآن الكريم                   القراءات العشر



أقســام القــراءات (1)

 


القراءات القرآنية أقسام وهي كالتالي :

أولا: المتواترة: وهو ما نقله جمع لا يمكن تواطؤهم على الكذب، عن مثلهم إلى منتهاه، وغالب القراءات كذلك.

وقد اختيرت سبع قراءات من هذا النوع، عرفت كل منها بأسماء أهم من عرف بالقراءة بها. وأصحاب هذه القراءات هم: نافع المدني، وابن كثير المكي، وأبو عمرو بن العلاء البصري، وابن عامر الشامي، وعاصم وحمزة والكسائي: الكوفيون.

وأول من اقتصر على هؤلاء السبعة هو أبو بكر بن مجاهد، قبيل سنة 300ه، أوما حولها، وتابعه بعد ذلك المسلمون إلى الآن.

ولكل من هؤلاء القراء رواة، وأصحاب طرق، وأصحاب أوجه، معروفون جيدا لعلماء القراءات.

والنقل المتواتر هو عنصر أساسي في إثبات القرآنية؛ حتى يعرف الكتاب بأنه: "القرآن المنزل على رسول الله، المنقول عنه نقلا متواترا بلا شبهة". فإن القول بأنه "نقلا متواترا" احتراز عما اختص بمثل مصحف أبي، ومصحف ابن مسعود، مما نقل بطريق الآحاد.

ثانيا: المشهورة: وهو ما منح سندها ولم يبلغ درجة التواتر، ووافقت العربية ورسم المصحف، واشتهرت عند القراء فلم يعدوها من الغلط ولا من الشذوذ.

وقد اختير من هذا النوع ثلاث قراءات، وأصحابها هم: أبو جعفر بن قعقاع المدني، المتوفى سنة 130ه، ويعقوب الحضرمي، المتوفى سنة 205ه، وخلف البزار، المتوفى سنة 229ه.

ولكل من هؤلاء أيضا رواة، وأصحاب طرق، وأصحاب أوجه، وهم جميعا معروفون العلماء القراءات.

ونظرا لأن هذه القراءات الثلاث لا تخالف رسم السبع، فقد ألحقها المحققون بها، وعدوا القول بعدم تواترها في غاية السقوط، ولا يصح القول به عمن يعتبر قوله في الدين.ومن هؤلاء المحققين:

البغوى الفراء الموصوف بأنه أول من يعتمد عليه في ذلك المجال؛ لأنه مقرئ فقیه جامع للعلوم.

وابن تيمية الفقيه المعروف.

والقسطلاني في كتابه "لطائف الإشارات"، حيث يقول: "إننا لو اشترطنا التواتر في كل فرد من أحرف الخلاف انتفى كثير من القراءات الثابتة عن هؤلاء الأئمة السبعة وغيرهم."

وعبد الوهاب السبكي الذي يقول:" إن هذه القراءات الثلاث -بالإضافة إلى القراءات السبع -معلومة من الدين بالضرورة، ونزلت على النبي ثلة الله عليه وسلم لا يكابر في شيء من ذلك إلا جاهل."

وزكريا الأنصاري، المتوفى سنة 929ه، والذي أفتي بأن القراءات العشر متواترة كلها.

ثالثا: الآحاد: وهو ما صح سنده، وخالف الرسم أو العربية، أو لم يشتهر الاشتهار المذكور، ولم يقرأ به.

رابعا: الشاذة: وهو ما لم يصح سندها.

خامسا: الموضوعة: ويمثل لها السيوطي بقراءات الخزاعي.

سادسا: ما زيد في القراءات على وجه التفسير: كالقراءة المنسوبة إلى سعد بن أبي وقاص: " وله أخ أو أخت من أم"، وكالقراءة المنسوبة إلى ابن عباس: "ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج" وكالقراءة المنسوبة أيضا إلى ابن الزبير:"ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويستعينون الله على ما أصابهم".

وواضح أن الناس اجتمعوا على القراءات المتواترة والمشهورة لسببين، أوضحهما الطبرسي في تفسيره:

أحدهما: أن أصحابها تجردوا لقراءة القرآن، واشتدت بذلك عنايتهم، مع كثرة علمهم؛ ومن كان قبلهم أو في أزمنتهم ممن تنسب إليه القراءة من العلماء، وعدت قراءاتهم من الشواذ، لم يتجرد لذلك تجردهم، وكان الغالب على أولئك الفقه أو الحديث، أو غير ذلك من العلوم.

والآخر: أن قراءاتهم وجدت مسندة -لفظا أو سماعا -حرفا حرفا من أول القرآن إلى آخره، مع ما عرف من فضائلهم وكثرة علمهم بوجوه .

 

 المصـــدر:

   1 ) " البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة " الشيخ أبو حفص سراج الدين عمر بن زين الدين قاسم  ابن محمد ابن علي الأنصاري النشار - الجزء الأول - ص من  9  إلى 11

  راجع أيضا:

   2 ) "شرح كتاب التيسير للداني في القراءات المسمى الدر النثير والعذب النمير" عبد الواحد بن محمد بن أبي السداد الباهلي الأندلسي أبي محمد المالكي الشهير بالمالقي -  ص من  9  إلى 10

   3 ) "الأصول النيرات في القراءات " أ. أماني بنت محمد عاشور ( أم وليد ) الطبعة الثالثة -2011 - ص  52  إلى 56

 







أئمة القراء ورواتهم